توقيف إمام تونسي في فرنسا بهدف طرده

توقيف إمام تونسي في فرنسا بهدف طرده


صواريخ «هيمارس» تقتل نحو 60 جندياً روسياً في خيرسون

أعلنت متحدثة باسم الجيش الأوكراني، الخميس، أن ضربات صاروخية أوكرانية أسفرت عن مقتل نحو 60 جندياً روسياً خلال قيامهم بتدريبات في منطقة تحتلها روسيا في مقاطعة خيرسون… في حين أعلنت موسكو أن قواتها سيطرت على قرية بوبيدا الصغيرة الواقعة على مسافة خمسة كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا، ناتاليا هومينيوك، لتلفزيون مدينة كييف، إن «ما يصل إلى 60 محتلاً لم يستطيعوا العودة إلى مواقعهم القتالية»، وأنه تم تنفيذ الضربات «خلال تدريبات لمجموعات هجومية عسكرية روسية في المنطقة الجنوبية الأوكرانية».

مسؤول دفاعي أميركي يرى أن أنظمة الصواريخ من نوع «هيمارس» المقدمة لأوكرانيا لها «تأثير كبير للغاية» في القتال ضد روسيا (أ.ف.ب)

ولم تعلق جومينيوك على نظام الأسلحة الذي تم استخدامه في الضربات، لكن خدمة «بي بي سي» الناطقة باللغة الروسية، ذكرت، نقلاً عن مصادر مطلعة، الأربعاء، أن أكثر من 60 جندياً لقوا حتفهم في ساحة تدريب في الجزء المحتل من منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وليس في الجنوب. وأضافت المصادر أن الصواريخ أطلقت من منظومة إطلاق الصواريخ «هيمارس» أميركية الصنع.

ومن جهته، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقوات الجوية لبلاده لإسقاطها سبع طائرات مقاتلة روسية، وذلك في رسالته المسائية يوم الأربعاء. وقال إن الطائرات المقاتلة من طراز «سوخوي» أسقطت في غضون أسبوع، مضيفاً: «أنا ممتن لقواتنا الجوية وجميع أولئك الذين يحمون مجالنا الجوي». وأضاف أن إحدى أهم المهام في الحرب هي حماية المجال الجوي والمواقع على الجبهة من الضربات الجوية والصاروخية الروسية.

وقبل الذكرى الثانية لبدء الحرب، أعلن زيلينسكي أيضاً عن اتفاقيات أمنية جديدة مهمة مع حلفاء أوكرانيا. وقال زيلينسكي إن هذه الاتفاقيات تشمل مساعدات دفاعية للجنود وضمانات مالية ملموسة للغاية للبلاد، رغم أنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى أو أكثر تحديداً.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)

وأبرمت أوكرانيا مؤخراً اتفاقيات أمنية مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وقال زيلينسكي إن المزيد من الاتفاقيات ستتبعها في الأسابيع المقبلة.

وبدوره، أعلن المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، أن روسيا أطلقت أكثر من 8000 صاروخ و4630 طائرة مسيرة على أهداف في أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022. وقال في تصريحات بثها التلفزيون، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 3605 طائرات مسيرة، مما أعطى فكرة عن حجم الهجوم الروسي الهائل خلال عامين منذ بدء الغزو الشامل.

وأضاف إهنات: «إن هناك فرقاً صغيرة متنقلة مكلفة بمهمة التصدي للطائرات المسيرة أصبحت متمكنة الآن من إسقاط جميع الطائرات المسيرة التي تطلقها روسيا، ومنها طائرات إيرانية الصنع من طراز (شاهد)».

وتابع أنه في أحدث هجوم وقع ليل الأربعاء – الخميس، جرى إسقاط ثماني طائرات من أصل 10 طائرات مسيرة أطلقتها روسيا فوق أربع مناطق أوكرانية.

وذكر إهنات «أن روسيا استهدفت بشكل أساسي هذا الشتاء منشآت زراعية والبنية التحتية للموانئ ومصانع لإنتاج الأسلحة وقطاع النفط والغاز، ما يعد تغييراً في استراتيجيتها التي كانت تركز الشتاء الماضي على نظام الطاقة، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة عن ملايين الأشخاص».

مشهد للدمار الذي أصاب أحد المعامل في مدينة أفدييفكا التي احتلتها القوات الروسية (رويترز)

واتهمت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، الخميس، روسيا باستخدام صواريخ كورية شمالية في هجمات على أهداف مدنية أوكرانية خلّفت أكثر من 20 قتيلاً.

وكانت واشنطن حذرت في يناير (كانون الثاني) من أن كوريا الشمالية ترسل صواريخ باليستية ومنصات إطلاق إلى روسيا، معتبرة ذلك تصعيداً مقلقاً في دعم بيونغ يانغ لموسكو.

وقالت الاستخبارات الأوكرانية: «بحسب التحقيق، أطلقت القوات الروسية أكثر من 20 سلاحاً كورياً شمالياً فوق أوكرانيا (…) قُتل 24 مدنياً على الأقلّ، وأُصيب أكثر من مائة بجروح خطيرة». وأشارت إلى أن الأسلحة المذكورة هي «صواريخ باليستية من طراز هواسونغ – 11»، ونشرت صوراً لحطام الصواريخ على «تلغرام».

ونوّه المصدر نفسه إلى أن الصواريخ استُخدمت في هجوم في أواخر ديسمبر (كانون الأول) على منطقة زابوريجيا الجنوبية، وفي هجوم آخر على العاصمة كييف في الشهر التالي.

ولفتت الاستخبارات الأوكرانية إلى أن روسيا أطلقت هذه الصواريخ أيضاً في منطقتَي دونيتسك وخاركيف الحدوديتين. وأضافت: «نجري تحقيقات شاملة لتحديد كلّ ملابسات الجرائم وملاحقة مرتكبيها قضائياً» بما يشمل «الطرق اللوجيستية المستخدمة لتوريد الأسلحة».

مجمع سكني أوكراني في خاركيف بعد تعرضه لقصف روسي (رويترز)

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «وحدات من (المجموعة الجنوبية) على جبهة دونيتسك، حرّرت قرية بوبيدا وحسنت مواقعها على طول خط المواجهة».

وأوضحت أن الجيش الروسي حسّن مواقعه في المنطقة نفسها حول قريتي نوفوميخييليفكا وكراسنوغوريفكا الواقعتين قرب بلدة ماريينكا التي دمرت بالكامل بسبب القتال وسيطرت عليها روسيا في ديسمبر، مع مرور نحو عامين على بدء الحرب… ولم يؤكد الجيش الأوكراني خسارة بوبيدا، واكتفى بالإشارة إلى أنه يخوض معارك «في المنطقة».

وقال قائد القوات الأوكرانية في المنطقة أولكسندر تارنافسكي على «تلغرام»: «في ماريينكا، تواصل قوات الدفاع صد العدو في مناطق غورغييفكا وبوبيدا ونوفوميخييليفكا».

وفي برلين، صرح المنسق الرئيسي للمساعدات الأوكرانية بالجيش الألماني الميجور جنرال كريستيان فرويدينغ، بأنه يرى أن تصميم أوكرانيا وإصرارها على الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي «لم ينقطعا». إلا أنه قال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» بالعاصمة برلين قبل حلول ذكرى الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل عامين: «إن الوضع العسكري لأوكرانيا متوتر». وكانت القوات الأوكرانية اضطرت قبل أيام للتخلي عن منطقة أفدييفكا.

سكان يمرون أمام مبانٍ مدمرة في سلوفيانسك إثر تعرضها لقصف روسي بعد سقوط بلدة أفدييفكا (د.ب.أ)

وفي هذا السياق قال فرويدينغ، إنه على المستوى التكتيكي، يظل خط الجبهة البالغ طوله 1000 كيلومتر من دون تغيير نسبياً، باستثناء منطقة أفدييفكا. وأشار إلى أنه «من الممكن خوض المعارك الأكثر حدة بشكل محدود مكانياً»، وقال: «إننا على قناعة بأنه يمكن لأوكرانيا الفوز. كل قوتنا وجهودنا وجهود شركائنا مكرسة لهذا الغرض».

وتسببت الحرب الروسية على أوكرانيا بخسائر «بشرية مروّعة» وبمعاناة كبيرة لملايين المدنيين، حسبما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي أوضح في بيان أنه «لا يزال الهجوم المسلّح الواسع الذي تشنه روسيا على أوكرانيا، والذي يوشك على دخول عامه الثالث دون نهاية تلوح في الأفق، يتسبب في انتهاكات خطيرة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان، ويدمّر الأرواح وسبل العيش».