محمود عباس يصل إلى قطر على رأس وفد فلسطيني رفيع

محمود عباس يصل إلى قطر على رأس وفد فلسطيني رفيع


إسرائيل ترسل قادة مخابراتها إلى القاهرة لبحث «صفقة التبادل»

سترسل إسرائيل وفداً رفيع المستوى إلى القاهرة، يوم الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن صفقة لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا كان هناك استعداد لدى حركة «حماس» بالتنازل مع شروطها.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الوفد سيرأسه مدير جهاز «الموساد» ديفيد بارنياع، ورئيس «الشاباك» رونين بار، واللواء المتقاعد نيتسان ألون مسؤول ملف الرهائن والمفقودين في إسرائيل.

ومن المقرر أن يجتمع الوفد الإسرائيلي مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويرى البعض أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في هذه اللقاءات تشير إلى إبقاء إسرائيل باب التفاوض مفتوحاً للتوصل إلى صفقة تبادل، على الرغم من رفضها ورقة «حماس» بهذا الشأن، والتي جاءت رداً على مقترح وضعه المصريون والقطريون والإسرائيليون والأميركيون في باريس الشهر الماضي.

خلال عملية إطلاق سراح رهائن إسرائيليين في 30 نوفمبر 2023 (أرشيفية)

تفاؤل حذر

وأبدى مسؤولون إسرائيليون تفاؤلاً حذراً بشأن تحول في موقف «حماس»، وقبولها بإطار مقترح باريس الأصلي، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية. وقال مسؤول إسرائيلي لموقع «أكسيوس» الأميركي، إن مشاركة الوفد تعتمد على قدرة مصر وقطر على إقناع «حماس» بالتراجع عن مطالبها الكبيرة والدخول في المفاوضات.

وكانت «حماس» قد اقترحت خطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تقوم على 3 مراحل بحيث تستمر كل مرحلة 45 يوماً، وتشمل التوافق على تبادل الأسرى والجثامين، ووقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

وعرضت «حماس» في المرحلة الأولى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأطفال والنساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من نفس الفئة من السجون الإسرائيلية. ثم يجري في المرحلة الثانية إطلاق سراح الأسرى الجنود والمجندات الإسرائيليين، مقابل إطلاق نحو 1500 أسير فلسطيني، بينهم 500 تختارهم «حماس» من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية. وفي المرحلة الثالثة يجري تسليم جثامين.

نازحة فلسطينية في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

مساكن وخيام مؤقتة

كما طلبت «حماس» أن يشمل ذلك في المرحلة الأولى وقف العمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من المدن، وإدخال 500 شاحنة يومياً على الأقل من المساعدات والوقود إلى القطاع، وإدخال 60 ألف مسكن مؤقت على الأقل و200 ألف خيمة إيواء والسماح للنازحين بالعودة إلى مساكنهم بما في ذلك في شمال قطاع غزة، وإعادة تشغيل المستشفيات.

وطلبت الحركة أيضاً وقف اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وعودة الأوضاع في المسجد إلى ما قبل عام 2002. كما طلبت «حماس» قبل بدء المرحلة الثانية، ضمانات متعلقة بخروج القوات الإسرائيلية من غزة، وإعادة إعمار القطاع خلال 3 سنوات. وفي المرحلة الثانية، تسلم «حماس» جميع الأسرى العسكريين لديها مقابل الأسرى الفلسطينيين المهمين في إسرائيل، وينسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ثم تبدأ مرحلة الإعمار. وطالبت «حماس» بأن تكون قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا وروسيا ضامنة لتنفيذ الاتفاق.

دورية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)

الرفض الإسرائيلي

وردت إسرائيل بالرفض لمعظم الاشتراطات، وتعهدت بأنها لن توقف الحرب. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن العمل جارٍ على تقليص الفجوة، وطلبت تل أبيب أن تتنازل «حماس» عن شروطها، وتلتزم بإطار باريس.

كما قال موقع «واللا» إن إسرائيل مستعدة لإجراء مفاوضات على إطار باريس، وترفض سحب القوات من المنطقة التي تقسم القطاع إلى جزأين، وترفض الالتزام بوقف دائم للنار، كما ترفض أعداد الأسرى التي تطالب بها الحركة، وترفض أيضاً مناقشة رفع الحصار عن القطاع.

ورأت إسرائيل أن القائمة الطويلة من مطالب «حماس»، مثل الالتزامات المتعلقة بالمسجد الأقصى أو أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، غير مقبولة، ولا علاقة لها بالموضوع.

خيمة اعتصام أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» أمام مقر الكنيست (أرشيفية)

أعداد الأسرى

يوجد في قطاع غزة نحو 132 محتجزاً إسرائيلياً، مقابل نحو 8000 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية. ونجحت إسرائيل في استرداد جثامين محتجزين من القطاع، لكنها لم تنجح في الوصول إلى أحياء سوى مجندة واحدة مع بداية الحرب التي دخلت شهرها الخامس.

وأعلنت «كتائب القسام» مقتل أسيرين إسرائيليين، وجرح 8 آخرين نتيجة القصف المتواصل على غزة. وقالت «القسام» في بيان: «نؤكد أن القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع خلال الـ 96 ساعة الأخيرة أدى إلى مقتل اثنين من الأسرى، وأصاب 8 آخرين بإصابات خطيرة».

وأضافت: «إن أوضاع الأسرى الإسرائيليين تزداد خطورة في ظل عدم التمكن من تقديم العلاج الملائم لهم، ويتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المصابين في ظل تواصل القصف والعدوان».

وبمقتل المحتجزين الجديدين، يرتفع عدد الذين قُتلوا في قبضة «حماس» إلى 31 محتجزاً إسرائيلياً.

ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، تحتجز «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى 132 شخصاً من أصل 253 رهينة جرى اختطافهم في عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد اتفاق هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) أُطْلِقَ سراح 105 رهائن، معظمهم من النساء والأطفال.

مظاهرة إسرائيلية سابقة قرب وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى «حماس» (أ.ف.ب)

متظاهرون إسرائيليون

ومن جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إن 29 من الرهائن الـ132 ليسوا على قيد الحياة، مستنداً إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات الإسرائيلية العاملة في غزة. كما تحتجز «حماس» رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شارون وهدار غولدين، منذ عام 2014، وكذلك تحتجز مواطنيْن إسرائيلييْن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد اللذان يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما قطاع غزة بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.

ومع تعثر الوصول إلى اتفاق حول المحتجزين، أغلق متظاهرون إسرائيليون الطرق في تل أبيب، مساء السبت، وطالبوا بالإفراج عن الرهائن، وإجراء انتخابات. ونظمت مظاهرات في كل من تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع ورحوفوت ورعنانا وأماكن أخرى، بعد أن رفضت إسرائيل مطالب «حماس».

وكان وفد من «حماس» قد أنهى، نهاية الأسبوع الماضي، مفاوضات في القاهرة حول تبادل الأسرى، وقال إنه سينتظر ورقة إسرائيلية مكتوبة.