46 مليون مشاهد… الرياضة النسائية البريطانية تسجل رقماً قياسياً جديداً

46 مليون مشاهد… الرياضة النسائية البريطانية تسجل رقماً قياسياً جديداً


هل يصبح توتنهام الوجهة المفضلة للشباب الموهوب في أوروبا

في الأسبوع الماضي، تحدث أنجي بوستيكوغلو بصراحة، عن آماله في أن يصبح توتنهام الوجهة المفضلة للاعبين الشباب الموهوبين، مع العلم بأن ناديه أصبح جذاباً بشكل متزايد لأولئك الذين يقررون المكان الذي يريدون تطويره كلاعبين.

كان لوكاس بيرجفال قد اختار للتَّو توتنهام بدلاً من برشلونة، وقبل شهر واحد فقط اختار رادو دراغوسين توتنهام بدلاً من بايرن ميونيخ.

بالنسبة لبوستيكوغلو، كانت الأسباب واضحة بالنظر إلى أسلوب لعب توتنهام والفرص التي يمنحها للشباب. وحسب «شبكة ذا أتلتيك»، بدا الأمر برمته مختلفاً تماماً عما كان عليه الوضع قبل عامين، عندما كان أنطونيو كونتي يجلس على الكرسي نفسه، ويتحدث عن أهمية إضافة الخبرة إلى فريق كبير في السن بالفعل. كان كونتي يشير إلى ما أضافه زلاتان إبراهيموفيتش منذ عودته إلى ميلان وهو في الثامنة والثلاثين من عمره. وكان المعنى الضمني واضحاً: إذا تمكن توتنهام فقط من دفع عدد قليل من اللاعبين المخضرمين الأكثر تكلفة، فقد يفوزون أخيراً بشيء ما.

بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

لقد تغيرت أشياء كثيرة في توتنهام منذ ذلك الحين، ولكن ربما كان التطور الأكثر أهمية هو التحول الحاسم من الخبرة إلى الشباب في فريق توتنهام. أعاد بوستيكوغلو عقارب الساعة إلى الوراء، مما أعطى توتنهام أصغر فريق له منذ سنوات الذروة لماوريسيو بوكيتينيو. لقد مر وقت طويل؛ لكن توتنهام يمكنه أخيراً التطلع إلى المستقبل بفريق شاب متعطش مرة أخرى.

نحن على بعد 3 أشهر فقط من الذكرى السنوية الخامسة لقول بوكيتينيو الشهير، إن توتنهام بحاجة إلى «إعادة بناء مؤلمة». لقد تم تجنب إعادة البناء هذه لسنوات، سواء قبل إقالة بوكيتينيو أو بعدها مباشرة. حاول توتنهام الاستمرار في الضغط على النقاط القليلة الأخيرة من الفريق الذي لم يتبقَّ لديه ما يقدمه.

بدأ هذا يتغير بشكل جدي فقط مع وصول فابيو باراتيسي في عام 2021. في وقت مبكر من فترة ولايته، قال في مقابلة مع موقع النادي: «لدينا هدف: تجديد الفريق باللاعبين الشباب ذوي الموهبة والإمكانات الكبيرة». بعد فترة وجيزة من وصول باراتيسي، وقع مع كريستيان روميرو وبريان جيل وباب ماتار سار. شهدت النافذة التالية دخول ديان كولوسيفسكي ورودريغو بينتانكور، مما أربك كل شيء اعتقدنا أننا نعرفه عن مزايا مداهمة نادٍ سابق في اليوم الأخير من نافذة يناير (كانون الثاني).

جانب من مباراة توتنهام وإيفرتون (رويترز)

كانت نافذة صيف 2022، بعد فوات الأوان، عبارة عن تلاعب بين رغبة النادي في مواصلة تجديد الفريق باللاعبين الشباب، ورغبة كونتي في اكتساب مزيد من الخبرة في الفريق الأول. تم التوقيع مع ريتشارليسون وإيف بيسوما وإيفان بيريسيتش، مع التركيز على المدى القريب، بينما تم إحضار ديستني أودوجي وجيد سبنس للمستقبل. وقد أدى وصول بيدرو بورو في شهر يناير من ذلك العام أخيراً إلى توفير حل طويل الأمد لمشكلات توتنهام في مركز الظهير الأيمن.

حتى أثناء العمل من دون فريق توظيف رسمي، واصل توتنهام خفض متوسط ​​العمر في صيف عام 2023، عندما تعاقد مع ميكي فان دي فين، وغولييلمو فيكاريو، وجيمس ماديسون، وبرينان جونسون. وصل دراغوسين –إلى جانب تيمو فيرنر على سبيل الإعارة– في نافذة يناير.

التعاقد مع اللاعبين هو نصف المهمة فقط. كان الجانب الآخر هو الدفع باللاعبين الذين قدموا أداءً جيداً مع توتنهام لفترة طويلة. هذه منطقة ظل النادي يتباطأ فيها لسنوات؛ حيث فشل في نقل اللاعبين عندما كانوا في ذروتهم (ولا يزال لديهم قيمة سوقية)، وبدلاً من ذلك احتفظ بهم لفترة طويلة جداً، وشهد انخفاض قيمهم. كان بيع كايل ووكر إلى مانشستر سيتي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني (63 مليون دولار) في عام 2017، المرة الوحيدة التي حصل فيها توتنهام على القيمة الكاملة للبيع، وحتى ذلك الحين تشير مواسمه السبعة في السيتي إلى أنهم ربما حصلوا على المزيد منه.

الشباب بات أكثر حضوراً في صفوف توتنهام (رويترز)

بعد ذلك، باع توتنهام كريستيان إريكسن إلى إنتر مقابل 17 مليون جنيه إسترليني فقط، وخسر يان فيرتونغن وداني روز في انتقالات مجانية، وانضم ديلي آلي إلى إيفرتون في صفقة تعتمد على الأداء. بدأ اللاعبون المخضرمون مع بوكيتينيو أخيراً في المغادرة؛ لكن توقيت تلك المغادرة، ونقص الأموال التي استردها توتنهام، يعني أن إعادة البناء كانت أكثر إيلاماً للنادي مما ينبغي.

اللحظة الأخيرة، وربما الأهم في هذه العملية الطويلة، جاءت في الصيف الماضي مع تعيين بوستيكوغلو مدرباً جديداً. هنا، أخيراً، تم إحضار مدير ليقدم بداية جديدة للفريق بأكمله. كان لديه صلاحيات -بطريقة لم يفعلها كونتي- لتوديع الجيل القديم. تم بيع هاري كين إلى بايرن ميونيخ. وجد هوغو لوريس وإيريك داير نفسيهما في أسفل الترتيب، وغادرا في نهاية المطاف في يناير. ولم يتبقَّ سوى بن ديفيز وسون هيونغ مين من المحاربين القدامى.

لكن هذا التطهير الذي طال انتظاره يعني أن توتنهام أصبح لديه أخيراً المساحة اللازمة لإعطاء الفرص للاعبين الشباب. ومع بوستيكوغلو كان لديهم مدير يثق بهؤلاء الشباب، ويريد أن يعلمهم كيفية لعب كرة القدم. يمكنك أن ترى كيف انخفض متوسط ​​عمر توتنهام -الذي ارتفع إلى آفاق جديدة (27.6 عام) تحت قيادة كونتي الموسم الماضي- إلى 25.8 عام، وهو أدنى مستوى له منذ الموسم الثالث لبوكيتينيو.

اللاعبون الثلاثة الذين ذكرهم بوستيكوغلو على وجه التحديد في هذا السياق الأسبوع الماضي، هم: أودوجي، وسار، وفان دي فين، وجميعهم يلعبون موسمهم الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. بلغ أودوجي 21 عاماً فقط في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ لكنه لعب 81.3 في المائة من دقائق الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، مع وجود 3 لاعبين فقط أمامه. لقد انتقل إلى دوري جديد على الفور، ويبدو أنه يتقن متطلبات وظيفة بوستيكوغلو الفريدة في دور الظهير بين عشية وضحاها تقريباً.

لعب فان دي فين أقل قليلاً من أودوجي (58.5 في المائة من الدقائق) لكنه لاعب أساسي. بدأ أول 12 مباراة، وغاب لمدة شهرين بسبب إصابة في أوتار الركبة، ثم عاد مباشرة إلى الفريق. إنه أكبر قليلاً من أوديني (سيبلغ 23 عاماً في أبريل «نيسان») لكنه استقر مرة أخرى على الفور، على الرغم من أن هذا هو موسمه الأول في كرة القدم الإنجليزية. ولو لم يتعرض فان دي فين لإصابة في أوتار الركبة أمام تشيلسي، ولم يتم استبدال ديفيز به، لكان متوسط ​​عمر توتنهام الآن أقل من ذلك.

ولعل الأكثر إثارة للاهتمام كان سار. لقد لعب أقل بشكل هامشي من فان دي فين هذا الموسم (18 دقيقة أقل، أي 57.6 في المائة)، بعد أن غاب عن كأس الأمم الأفريقية مع السنغال الشهر الماضي. ولكن على الرغم من أن هذا ليس موسمه الأول في توتنهام، فإنه يمكن القول إنه حقق أكبر قفزة. ولم يثق به كونتي الموسم الماضي؛ حيث بدأ به مرة واحدة فقط في الدوري؛ حيث جعله كريستيان ستيليني أساسياً للمرة الثانية في الدوري خلال الهزيمة 6-1 أمام نيوكاسل يونايتد.

حتى هذا بدا غريباً في ذلك الوقت، نظراً لمدى جودة سار في مباراة الذهاب في دوري أبطال أوروبا أمام ميلان. لكن بوستيكوغلو رأى في سار الذي بلغ 21 عاماً في بداية الموسم، ما فعله باراتيسي لأول مرة، وجعله دينامو خط الوسط. توتنهام لم يكن الفريق نفسه من دونه.

هؤلاء الثلاثة هم الأكثر أهمية، ولكن هناك أيضاً جونسون، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي شارك أساسياً في 13 مباراة متتالية في نوفمبر وديسمبر (كانون الأول) ويناير. وأشار بوستيكوغلو الأسبوع الماضي إلى أن جونسون لعب أكثر مما كان متوقعاً عندما وصل من نوتنغهام فورست.

ثم هناك اللاعبون الأكثر رسوخاً بعض الشيء، ولكنهم ما زالوا يحافظون على متوسط ​​​​العمر منخفضاً: يتمتع بورو بأكبر عدد من الدقائق مقارنة بأي لاعب آخر، ولم يبلغ من العمر 24 عاماً إلا في سبتمبر (أيلول).

كولوسيفسكي ليس بعيداً عن الركب، وسيبلغ 24 عاماً فقط في أبريل. وهذا هو السبب في أن متوسط ​​العمر أقل بسنتين مما كان عليه في الموسم الماضي.

يمكنك أن ترى من خلال النظر إلى الرسم البياني للموسم الماضي (عندما كان كونتي، ثم ستيليني، ثم رايان ماسون) يدرب توتنهام، أن متوسط ​​العمر قد ارتفع بسبب مشاركة لوريس، وبيريسيتش، وكين وداير، جميعهم غادروا الآن.

النقطة المهمة هنا هي أن توتنهام الآن في وضع مشابه تقريباً لما كان عليه في بداية عصر بوكيتينيو. لديهم فريق جديد مكون من لاعبين شباب متعطشين للفوز بالألقاب، ومتشوقين للتعلم من أفكار المدير الفني الجديدة. هذا هو الموقف الذي أراد توتنهام العودة إليه لفترة من الوقت، وشعر بأنه كان على بعد أميال خلال سنوات جوزيه مورينيو وكونتي. وهذا يغير بشكل جذري الديناميكية بين النادي واللاعبين. تذكروا السنوات القليلة الأولى من عهد بوكيتينيو. كان توتنهام دائماً بصدد تقديم عقود جديدة طويلة الأجل للاعبيه الأصغر سناً، مع زيادات تدريجية في الرواتب كل عام. وأبرز مثال على ذلك، توقيع كين على صفقات طويلة الأمد في أغسطس (آب) 2014، وفبراير (شباط) 2015، وديسمبر 2016، ثم يونيو (حزيران) 2018، والذي تبين أنه آخر عقد له في النادي. وقع ديلي آلي على 3 عقود خلال أول 18 شهراً له لاعباً في توتنهام. وهذا يعني أن النادي يمكنه دائماً الاحتفاظ بالسيطرة على حالات العقد على المدى القصير إلى المتوسط.

فقط في النصف الثاني من حقبة بوكيتينيو، عندما بدأ لاعبون مثل كريستيان إريكسن وتوبي ألديرفيريلد في رفض الصفقات الجديدة طويلة الأجل، بدأت الأجواء تتغير. غادر ووكر إلى سيتي في عام 2017، وأصبح اللاعبون أكثر وعياً بقيمتهم السوقية، وأكثر استعداداً لرفض عروض العقود. ولم ينجح بيع هؤلاء اللاعبين واستبدال خيارات أصغر سناً وأكثر نهماً للعب أيضاً بهم. وكان من المستحيل تكرار تلك الأجواء التي سادت في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان اللاعبون مقيدين دائماً؛ يعمل الجانبان (كرة القدم والأعمال) في النادي بوئام تام.

في الأشهر الأخيرة، رأينا بالفعل أن توتنهام يعمل في اتجاه مماثل مرة أخرى. وقع أودوجي وسار مؤخراً على عقود جديدة طويلة الأجل تربطهما حتى عام 2030، وهي فترة أطول من أي شخص آخر في توتنهام. ولم يحصل أي من اللاعبين على أجر ضخم أيضاً؛ حيث كان كل منهما يكسب ما يقرب من 50 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع؛ لكن تمت مكافأتهم على مستواهم الممتاز هذا الموسم. وإذا استمروا في الأداء الجيد، فمن المعقول جداً أن يتم عرض عقد محسَّن آخر في المستقبل غير البعيد، حتى لو كان لا يزال أمام اللاعب 4 أو حتى 5 سنوات متبقية. في حين أنه لا يوجد أي تجديدات وشيكة للعقود الأخرى، فإن أوضاع بينتانكور وبيسوما وروميرو ستكون على جدول الأعمال قريباً.

هذا هو النهج الذي نجح بشكل جيد مع توتنهام في الماضي، وكان له دور فعال في بناء فريق يمكنه أن يتفوق بثقله على أرض الملعب وفي السوق.

لقد استغرقت العودة إلى هذا الوضع كثيراً من الوقت والمال والطاقة، حتى أنه يمكنك تسميتها «إعادة البناء المؤلمة»؛ لكن النادي يعرف الآن أنه يمكن أن يكون وجهة جذابة مرة أخرى للاعبين الشباب المتحمسين للتعلم والتطور في الدوري الإنجليزي الممتاز، تحت قيادة مدرب يثق بهم، تماماً كما أراد توتنهام ذلك.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الشرق الأوسط ولا يعبر عن وجهة نظر الصبح نيوز وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريدة الشرق الأوسط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.