نازحو مواصي خان يونس يعيشون معاناة ورعباً تحت القصف


لم يتصوّر الفلسطيني أحمد عبد الجابر (56 عاماً) أبداً أن القصف المدفعي الإسرائيلي سيُلاحق عائلته في مواصي خان يونس الموصوفة بالآمنة، التي نزح إليها من شمال المدينة قبل نحو شهرين، وفق تقرير لوكالة «أنباء العالم العربي».

تفاجأ عبد الجابر أمس بسقوط قذيفتين أطلقتهما الدبابات الإسرائيلية أعلى درج منزله الريفي المكون من طابقين، وأحدثتا دماراً في المنزل الذي نزح إليه أيضاً نحو 6 عائلات أخرى.

حاول الخمسيني الفلسطيني إزاحة الركام والأحجار وألواح الصفيح التي تطايرت لينقلها إلى الشارع الملاصق، حتى لا يتضرر أحد من النازحين، خصوصاً الأطفال الذين قد يتعرضون لإصابات مباشرة، كونهم عادة ما يلهون في وقت القصف فوق سطح المنزل، لكن منعه من ذلك البرد القارس والرياح الشديدة.

قدر استطاعته، حاول الرجل تهدئة روع زوجته وأبنائه الستة والعائلات النازحة عنده، لكن بعضهم كانوا قد أصابتهم حالة هلع بسبب شدة القصف والخوف من أن يودي ذلك القصف بحياتهم. ومن بين العائلات النازحة الست، بدأت اثنتان تفكّران جدياً في مغادرة المنزل خشية استهدافه مرة أخرى، لكنهما تبحثان عن مأوى آخر.

صورة عامة من مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، 1 فبراير 2024 (وكالة أنباء العالم العربي)

الأمان المفقود

قال ناجي لوكالة «أنباء العالم العربي» إن منزله قريب من شاطئ البحر بمسافة تقل عن 200 متر، وهو بذلك من المفترض أن يكون بعيداً تماماً عن أماكن وجود الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي كان يمنحه وأسرته والأسر الأخرى النازحة معه شعوراً متزايداً بالأمان.

وأشار إلى أن أعمدة الدخان تُشاهد في أماكن متفرقة من مواصي خان يونس جرّاء القصف، قائلاً: «فررنا من الحرب والاجتياح داخل المدينة على أمل النجاة من القصف بالمواصي، لكنّه يلاحقنا كغيرنا من النازحين».

أما عائلة محمود القوادرة (48 عاماً)، التي تنزح في منطقة زراعية وسط المواصي منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فقد نجت بأعجوبة من قصف إسرائيلي متتالٍ اضطرها للانتقال من مكانها إلى شمال المواصي، لتقضي ليلتها الأولى تحت المطر قبل أن يبزغ النهار وتبدأ في إقامة عريشها الذي نقلت إليه أمتعتها من مكان نزوحها السابق.

صورة عامة من مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، 1 فبراير 2024، ويظهر في الخلفية دخان ناجم عن القصف (وكالة أنباء العالم العربي)

قصف وأمطار ونزوح

كان محمود وابنه الأكبر عبد القادر (23 عاماً) يعملان على تثبيت الأعمدة الخشبيّة التي تحمل العريش، وشدّ أطراف ألواح السقف قبل وضع الكساء المصنوع من النايلون، لضمان عدم تسرب مياه الأمطار للعريش أو تضرره مع اشتداد الرياح.

لكن إلى جانب الخوف من تضرر العريش، كان بداخلهم قلق أكبر بسبب «القصف العشوائي المستمر وملاحقة النازحين في معظم المناطق»، بحسب وصفه.

يفاقم هذا القلق شعور محمود وزوجته بحجم الخطر الكبير على عائلتهما من أن خان يونس كلّها تحت الاجتياح الإسرائيلي، حيث تتمركز الدبابات على أطراف المواصي، ما يُفقِد النازحين القدرة على نقل المصابين جراء عزل مستشفى ناصر ومنع الوصول إليه بفعل الحضور العسكري للجيش الإسرائيلي في كل الطرق المؤديّة إلى المستشفى.

ويُسمع دوي الانفجارات وإطلاق الرصاص بوضوح، بينما تُشاهد سحب الدخان الناتج عن القصف على مقربة من المنطقة. وتزداد الخطورة على نازحي المواصي في الأماكن المقابلة لتمركز الجيش الإسرائيلي، حيث تعدّ الحركة فيها محفوفة بمخاطر جمّة، ما يزيد معاناة العائلات النازحة في توفير بعض احتياجاتها اليومية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الشرق الأوسط ولا يعبر عن وجهة نظر الصبح نيوز وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريدة الشرق الأوسط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.