معنى التهجّد

في اللغة: التهجّد في اللغة يُطلق على النوم والسَّهر، ويُستخدم للدلالة على الليل والسهر في العموم. على سبيل المثال، يُمكن أن نقول “هجد فلان” للإشارة إلى أن شخصًا ما نام أو صلى في الليل، وهذا يُطلق في سياق اللغة.

في الشرع: في الشرع، يُطلق مصطلح التهجّد على صلاة التطوّع التي تُؤدّى ليلاً، وعادةً ما تكون بعد صلاة العشاء. صلاة التهجّد تُعتبر صلاةً نافلة تُصلى في الليل، ويُفضّل أداؤها بين منتصف الليل وصلاة الفجر.

كم عدد ركعات صلاة التهجد: العلماء اتّفقوا على أن أقل عدد ركعات صلاة التهجّد هو ركعتان. واستدلّوا على ذلك بحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”، وهذا يشير إلى أن الحد الأدنى لصلاة التهجّد هو ركعتان.

ومع ذلك، هناك اختلاف بين المذاهب الفقهية في عدد الركعات الأكثر محددة لصلاة التهجّد. على سبيل المثال:

  • المذهب الحنفي: يرون أن أكثر صلاة التهجّد تتضمن ثمان ركعات.
  • المذهب المالكي: يعتقدون أن أكثر صلاة التهجّد تتضمن عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة.
  • المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي: يرون عدم تحديد عدد الركعات ويسمحون للمصلي بأن يصلي ما شاء من الركعات.

عدد ركعات تهجد النبي: هناك روايتان تبينان عدد ركعات التهجّد التي كان يُصلّيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

  • الرواية الأولى: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي تهجّد بثلاث عشرة ركعة، وذلك استنادًا إلى حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما الذي قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً”.
  • الرواية الثانية: وفقًا لرواية أخرى، كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي تهجّد بإحدى عشرة ركعة.

كيفية أداء ركعات التهجد: يُؤدَّى تهجّد بشكل مثنى مثنى، وهذا يعني أنك تصلي كل ركعتين بتشهّد وتسليم منفصل. بمعنى آخر، بعد أداء كل ركعتين، تقوم بالتشهد والتسليم كما تفعل في الصلاة العادية.

هذا يستند إلى حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما الذي قال: “سألَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوتَرَتْ له ما صَلَّى”