غانتس يلمع من ثغرات نتنياهو… فهل يخلفه؟

[ad_1]

من ثغرة «تهور» رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، يزداد لمعان اسم الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، الذي ينظر إليه البعض خليفة محتملاً في قيادة الحكومة. وعلى الرغم من أن مؤيدين لغانتس ومصادر من كتلة «المعسكر الوطني» التي يرأسها، عدّوا الأنباء التي تحدثت عن اتصالاته مع مسؤولين رفيعي المستوى من دول عربية في زخم خلافة نتنياهو «إشاعات»؛ فإنهم في الوقت نفسه نقلوا عنه أنه «يقيم فعلاً علاقات مع العالم العربي بمبادرته وبمبادرة أوساط سياسية رفيعة في العالم العربي، وهي علاقات سليمة وذات بعد استراتيجي».

والسبب وراء النفي المتواري، كان تقريراً نشرته، قناة «كان 11» الرسمية الإسرائيلية (الاثنين)، نقلت فيه على لسان من وصفته بـ«مصدر دبلوماسي عربي» قوله إن «مسؤولين رفيعي المستوى من الدول العربية يجرون محادثات واتصالات خلال الحرب مع غانتس». وأضاف المصدر، بحسب القناة الإسرائيلية، أن «عدداً غير قليل من قادة دول المنطقة يعدّون غانتس الشخص البالغ المسؤول في الحكومة، مقابل وزراء وقادة اليمين المتشدد، وكشخص يكبح التصرفات المتهورة من جانب حكومة نتنياهو».

وبحسب القناة، فإن الدبلوماسي العربي نفسه أكد أن «انعدام الثقة بالحكومة الحالية آخذ بالازدياد، وفي هذا الفراغ تموضع الوزير غانتس، وقال أيضاً إنهم في كثير من الدول العربية يتابعون استطلاعات الرأي في إسرائيل باهتمام، ويعدّون غانتس رئيساً مستقبلياً للوزراء، لذلك هناك اهتمام كبير به في الوقت الحالي». وصحيح أن تلك الإفادة – إن صحت – تصب ظاهرياً في صالح غانتس، لكن توقيتها في الداخل الإسرائيلي يبدو حساساً للغاية في وقت تخوض فيه تل أبيب حرباً في غزة، والرجل نفسه عضو في مجلس الحرب، ما يعني بصورة ما انسحاباً من معركة أو تشتيتاً للمجهود العسكري.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبيني غانتس (أرشيفية – أ.ب)

وعلى أثر ذلك، نفت مصادر في كتلة «المعسكر الوطني»، التي يرأسها أحد وزراء مجلس قيادة الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، الأنباء التي تدفقت حوله بشأن اتصالاته مع الدول العربية ومحاولاته الاستبدال برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شخصية أخرى من حزب الليكود. وقالت المصادر إن «الغرض من بث هذه الأنباء هو المساس بغانتس، الذي يعدّ أقوى منافس على رئاسة الوزراء، وإظهاره متآمراً على رئيس الحكومة التي يشارك فيها، وعلى (الإجماع الوطني) في خضم الحرب».

ومن دون أن تحدد، تحدثت المصادر عن أن «هناك من بدا يُعد للانتخابات المقبلة، ولا يجد شيئاً يتميز به أمام الجمهور سوى بث الأكاذيب ودق الأسافين وافتعال الخلافات». وأكدت المصادر أن «غانتس يقيم فعلاً علاقات مع العالم العربي بمبادرته، وبمبادرة أوساط سياسية رفيعة في العالم العربي، وهي علاقات سليمة وذات بعد استراتيجي».

مؤامرة في «الليكود»

وكانت أوساط سياسية في تل أبيب ذكرت أن «غانتس حاول إقناع عدد من وزراء ونواب في الليكود بالإطاحة برئيس الحكومة، نتنياهو، خلال ولاية الكنيست الحالية، وذلك على خلفية التوتر داخل الحكومة وفي العلاقات مع واشنطن». وحسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، فإن «مبعوثين من طرف غانتس توجهوا إلى وزراء وأعضاء كنيست من الليكود في محاولة لتغيير نتنياهو، وإن المبعوثين أبلغوا الوزراء وأعضاء الكنيست هؤلاء بأنه في حال نجاح محاولة نزع ثقة بناء عن نتنياهو في الكنيست، بحيث لا يتم إسقاط الحكومة وإنما رئيسها فقط، فإن كتلة (المعسكر الوطني) ستهتم بمستقبلها السياسي».

وأضاف التقرير أن «الخطة تقضي بترشيح عضو في الليكود لمنصب رئيس الحكومة، لفترة محددة، على ألا يكون في المستقبل مرشحاً لرئاسة الحكومة لكي لا يشكل تهديداً على أعضاء كنيست آخرين من الليكود الذين يسعون لترشيح أنفسهم لخلافة نتنياهو في رئاسة الحزب ولرئاسة الحكومة»، وفقاً للتقرير.

ونقل التقرير أنه «تم دفع الخطة بواسطة مبعوثين، نيابة عن غانتس، قالوا إن نتنياهو يسعى لمنع تبكير موعد الانتخابات ويمنع إجراء تغييرات في تركيبة هذه الحكومة ويصم آذانه عن سماع المطلب الجماهيري باستبداله، لذلك هناك حاجة لأن يقوم قادة ذوو قامة في الليكود باستبداله، وسيحظى بدعم غانتس ليس فقط لتوفير أكثرية برلمانية، بل أيضاً للمستقبل».

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يتحدث مع غانتس في «الكنيست» يوليو الماضي (رويترز)

وتابع معد التقرير، الصحافي يوفال سيغيف، أن «المبعوثين تواصلوا مع وزراء ومشرعين من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، ووعدوا بمناصب مستقبلية في حزب (الوحدة الوطنية) مقابل استكمال التصويت بحجب الثقة عن ائتلاف الحكومة وزعيمها، وعلاوة على ذلك، تم اقتراح عضوي كنيست مختلفين من حزب نتنياهو كمرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء دون المطالبة بذلك لغانتس». واختار غانتس وفريقه عدم التعليق، وفق التقرير، لكن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد رحب بهذه الخطوة، وقال إن حزبه «يش عتيد» يؤيد المبادرة بالمطلق.

الجديد مع أميركا

لم يؤيد غانتس في الماضي، إزاحة نتنياهو بصورة فورية، وقال في محادثات خاصة، إنه «لا يرى من المناسب تغيير رئيس الوزراء في الوقت الحالي في خضم الحرب». لكنه ربما غيّر رأيه الآن، بسبب تفاقم الأوضاع في الحكومة وسيطرة التطرف وعرقلة صفقة تبادل أسرى والتوتر القائم في العلاقات مع الإدارة الأميركية، التي قدمت لإسرائيل دعماً كبيراً في الحرب، ولا تزال.

ونشرت صحيفة «بوليتيكو»، الأحد، نقلاً عن أشخاص «تحدثوا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أنهم سمعوه يصف نتنياهو في حديث مغلق بوصف مسيء»، وقالو إنه، أي بايدن، يخشى من أن «يجر نتنياهو الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، (عبر) صراع من شأنه أن يضمن استمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى المنطقة، وستتبعه القوات قريباً». ونفى المتحدث باسم بايدن، أندرو بيتس، أن يكون الرئيس الأميركي قد أشار على الإطلاق إلى نتنياهو بهذه الطريقة: «الرئيس لم يقُل ذلك، ولن يفعل ذلك»، مضيفاً أن «علاقة مستمرة منذ عقود، وتتسم بالاحترام في العلن والسر»، تسود بين الزعيمين.

بايدن ونتنياهو خلال لقائهما في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية – رويترز)

وقالت «بوليتيكو» إن مثل هذه الحرب «ستخفف في نهاية المطاف الضغط الدولي على إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وتساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي في التغلب على الصعوبات السياسية الداخلية التي يواجهها». وأضافت «بوليتيكو» أن «المشرعين الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل أصبحوا (يحتقرون نتنياهو بشدة)». ونقل التقرير عن أحد الديمقراطيين في مجلس النواب، الذي وصفه التقرير بأنه نادراً ما ينتقد إسرائيل، قوله: «لقد كان هنا إجماع على أن هذه الحرب بين إسرائيل وغزة يجب أن تنتهي الآن، وأن بايدن بحاجة إلى الوقوف في وجه بيبي». وأضاف: «هذه كارثة سياسية. القاعدة غاضبة حقاً – وليس اليساريون فقط. لم أرَ قط مثل هذا العمق من الألم الذي رأيته بشأن قضية غزة هذه. بيبي (نتنياهو) يعدّ ساماً بنظر كثير من الناخبين الديمقراطيين، ويجب على بايدن أن ينأى بنفسه عنه».

[ad_2]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الشرق الأوسط ولا يعبر عن وجهة نظر الصبح نيوز وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريدة الشرق الأوسط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.