تعد العمرة من العبادات المهمة في الإسلام، حيث يسعى المسلمون إلى تحقيق قربهم من الله عز وجل والتطهير الروحي والجسدي.
ومن السنن النبوية المؤكدة خلال العمرة هو تقصير الشعر للرجال، وهذا الموضوع قد أثار اهتمام الفقهاء والعلماء على مر العصور.
في هذا المقال، سنستعرض الشروط والأحكام المتعلقة بتقصير الشعر في العمرة للرجل وللمرأة ونلقي الضوء على آراء المذاهب الفقهية المعتبرة في هذا الصدد.
تقصير الشعر للرجل:
أهل العلم من أصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة قد اتفقوا على أن تقصير جميع شعر الرأس هو الأفضل في العمرة للرجل. يعني ذلك أنه يجب على الرجل تقصير كل شعر رأسه بغض النظر عن كونه قصيرًا أم طويلًا.
ولكن هناك اختلاف بسيط بين المذاهب حول الحد الأدنى المجزء للتحلل في حال اختار المحرم التقصير بدلاً من الحلق.
- الحنفية: اعتقدوا أن أقل واجب في التقصير هو ما زاد على قدر الأنملة، وقدر الأنملة هو رأس اصبع اليد من مفصلها الأعلى.
- المالكية والحنابلة: يرون أن أقل واجب في التقصير هو بقدر الأنملة من جميع شعر الرأس، ويمكن أن يزيد أو ينقص قليلاً.
- الشافعية: يعتقدون أن القدر المجزئ في التقصير هو إزالة ثلاث شعرات، سواء كان ذلك بالحلق أو التقصير أو النتف أو الإحراق.
التقصير جائز والحلق أفضل:
بالرغم من أن التقصير مجزء للتحلل من العمرة للرجل، إلا أن الحلق هو الأفضل منه وذلك استناداً إلى عدة أدلة:
- القرآن الكريم في آية ذكرت الحلق قبل التقصير في سياق تعليم المسلمين كيفية أداء العمرة.
- تكرار ترحم النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المحلقين.
- إجماع أهل العلم على تفضيل الحلق على التقصير.
أهل العلم يرون أن الحلق هو أكثر تحقيقًا للنسك والتجرد من التزيين، ويعبّر عن الافتقار لله تعالى بشكل أفضل من التقصير.
تقصير الشعر في العمرة للمرأة:
بالنسبة للمرأة المحرمة في العمرة، فإنها ليست ملزمة بالحلق كما هو الحال للرجل. بدلاً من ذلك، يجب عليها التقصير.
يعني ذلك أن المرأة تقصر من شعرها بمقدار أنملة (مفصل الإصبع) للتحلل من الإحرام. وهذا هو الرأي المتفق عليه بين المذاهب الفقهية الأربعة.
باختصار، يُعتبر تقصير الشعر خلال العمرة للرجل والمرأة مقبولًا من الشرع، ولكن الحلق يُفضل للرجل، بينما يُفضل التقصير للمرأة حفاظًا على جمالها ومظهرها.
تلك هي الأحكام المعتمدة عند أغلبية أهل العلم، ويجب على المسلمين أداء هذه العبادة بإخلاص وتواضع تجاه الله عز وجل.
